الخميس 2017/11/23

الأمم المتحدة: المحاصرون بغوطة دمشق الشرقية يأكلون القمامة ويفقدون الوعي من الجوع

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقرير، أمس الأربعاء إن السوريين بمنطقة الغوطة الشرقية المحاصرة يعانون نقصاً شديداً في الغذاء، لدرجة أنهم يأكلون القمامة ويجبرون أطفالهم للتناوب على تناول الطعام.

وجاء في التقرير أنه منذ سبتمبر/أيلول، اضطر نحو 174500 شخص ببلدة دوما في المنطقة المحاصرة على اتباع "استراتيجيات تكيُّف" على الوضع الطارئ.

وقال التقرير: "يشمل ذلك تناول الطعام الذي انتهت صلاحيته، وعلف الحيوانات والنفايات، والبقاء أياماً دون طعام، والتسول والقيام بأنشطة شديدة الخطورة، للحصول على طعام. وإلى جانب ذلك، وردت تقارير عن وقوع كثير من حالات الإغماء بسبب الجوع بين أطفال المدارس والمدرسين".

طفل ينتحر بسبب الجوع!

وذكر التقرير أن 4 أشخاص على الأقل، لقوا حتفهم من الجوع، من ضمنهم طفل في دوما انتحر بسبب الجوع. واستند التقرير إلى مسح عبر الهواتف المحمولة ومعلومات من مصادر على الأرض.

وتحاصر قوات الأسد منطقة الغوطة الشرقية ، ولم تدخل أي قافلة إغاثة تحمل طعاماً إلى دوما منذ حصلت على حصص دقيق القمح في أغسطس/آب.

ويقول التقرير إنه رغم أن المنطقة زراعية، فإن الأراضي التي تصلح للزراعة على مشارف الغوطة الشرقية؛ إما على خطوط القتال وإما يستهدفها قناصة.

وأضاف التقرير أن معارك وقعت الأسبوع الماضي، دمرت حصصاً تم توزيعها في الآونة الأخيرة بأحد المخازن؛ الأمر الذي أدى إلى تفاقم أزمة نقص الغذاء. ورغم أن دمشق على بُعد 15 كيلومتراً فحسب، فإن 700 غرام من الخبز أغلى بـ85 مرة في الغوطة الشرقية.

وتابع التقرير: "التوقعات هي أن الوضع سيزداد تدهوراً في الأسابيع المقبلة، حيث من المتوقع أن ينفد مخزون الغذاء تماماً، وستتقلص استراتيجيات التكيف في المنازل بشدة نتيجة لذلك".

التناوب على الطعام

وتعني القيود التي تفرضها الحكومة، أن برنامج الأغذية العالمي لا يستطيع توفير سوى جزء من الغذاء المطلوب. وقال التقرير إن سلال الغذاء الأسرية تُقسَّم على 6 أسر، وهي -حسب التقارير التي ترد من هناك- المصدر الوحيد للطعام في منازل ربات المنازل المحتاجة.

وقال التقرير: "بعض المنازل تلجأ إلى سياسة التناوب، حيث لا يتناول الأطفال الذين أكلوا الطعام بالأمس طعاماً اليوم والعكس صحيح!".

ونسب التقرير إلى إحدى الأمهات في دوما القول إنها اضطرت إلى توزيع حصص الغذاء بالتناوب بين ابنتها البالغة من العمر 13 عاما، وحفيديها اليتيمين اللذين يبلغان من العمر عامين و3 أعوام.

وتقول المرأة: "ابنتي تبكي كل مرة أغلق عليها بابها؛ لأنها تعلم أن اليوم ليس دورها وستنام على معدة خاوية!".