الثلاثاء 2018/04/17

أمريكا تتهم روسيا بمنع المفتشين من دخول دوما وموسكو تنفي

اتهمت الولايات المتحدة روسيا أمس الاثنين بمنع المفتشين الدوليين من الوصول إلى موقع الهجوم الكيماوي في دوما وقالت إن الروس أو قوات النظام ربما عبثوا بالأدلة على الأرض.

ونفت موسكو على الفور الاتهام وألقت باللوم في التأخير على الضربات الصاروخية التي قادتها الولايات المتحدة ضد نظام الأسد في مطلع الأسبوع ردا على الهجوم .

وفي أعقاب الهجوم الكيماوي في دوما تستعد واشنطن أيضا لزيادة الضغط على روسيا، الحليفة الأساسية لبشار الأسد، بفرض عقوبات اقتصادية جديدة، وهدد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات مشابهة.

وفي لندن وباريس، واجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات من خصومهما السياسيين لاتخاذهما قرار المشاركة في الضربات الجوية على مواقع النظام.

وينفي نظام الأسد والاحتلال الروسي إطلاق الغاز السام أثناء هجومهما على دوما هذا الشهر وهو الهجوم الذي انتهى باستعادة سيطرة قوات النظام على الغوطة الشرقية.

وتقول منظمات إغاثة إن عشرات الرجال والنساء والأطفال قتلوا في الهجوم.

ودفعت لقطات الضحايا الصغار الذين تخرج الرغوة من أفواههم ويبكون بألم إلى صدارة المشهد العالمي مرة أخرى.

وسافر مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى سوريا الأسبوع الماضي لتفقد الموقع لكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من دخول دوما التي أصبحت تحت سيطرة قوات النظام .

وقال كينيث وورد السفير الأمريكي لدى المنظمة خلال اجتماع في لاهاي يوم الاثنين ”ما فهمناه هو أن الروس ربما زاروا موقع الهجوم.

”نخشى أن يكونوا عبثوا به بنية إحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لإجراء تحقيق فعال“،وحصلت وكالة رويترز على التصريحات التي أدلى بها ووردت في الاجتماع المغلق.

ونفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عبث موسكو بالأدلة قائلا ”أؤكد أن روسيا لم تفسد الموقع“.

وفيما يزيد التوتر بالمنطقة، قالت وسائل إعلام النظام إن الدفاعات الجوية التابعة لقوات النظام اعترضت صواريخ استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص في وقت متأخر من ليل يوم الاثنين وقاعدة أخرى شمال شرق دمشق.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنه لا يوجد نشاط عسكري أمريكي في تلك المنطقة في الوقت الحالي.

وقال متحدث عسكري تابع للاحتلال الاسرائيلي ”نحن لا نعلق على مثل تلك التقارير“.

ومن المقرر أن يستمع مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء، بطلب من روسيا، إلى إفادة بشأن الوضع في مدينة الرقة بشمال سوريا، حيث هزمت مليشيات تدعمها الولايات المتحدة تنظيم الدولة  العام الماضي، وأيضا في مخيم الركبان للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن والعراق.

*ترامب يريد سحب القوات الأمريكية

قال البيت الأبيض أمس الاثنين إن ترامب لا يزال يريد سحب القوات الأمريكية.

لكن سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت إن الرئيس الأمريكي لم يحدد لذلك جدولا زمنيا.

وأضافت أن ترامب على استعداد أيضا لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها أشارت إلى أن مثل هذا الاجتماع ليس وشيكا.

واتهم وفد بريطانيا في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية روسيا و قوات النظام بمنع المفتشين من الوصول إلى دوما.

وجاء في بيان عن الوفد البريطاني أن ”إمكانية الدخول دون قيود ضرورية... على روسيا وقوات النظام التعاون“.

ويهدف فريق المفتشين إلى جمع عينات وإجراء مقابلات مع شهود وتوثيق أدلة للتأكد إن كانت الذخيرة السامة استخدمت لكن لن يسمح له بإلقاء اللوم في الهجوم.

وقال السفير البريطاني لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بيتر ويلسون في مؤتمر صحفي في لاهاي إن الأمم المتحدة سمحت للمفتشين بالذهاب لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى دوما لأن قوات النظام والاحتلال الروسي  لم تتمكنا من ضمان سلامتهم.

وألقت موسكو باللوم في التأخير على الضربات الجوية التي استهدفت خلالها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ما وصفته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأنها منشآت للأسلحة الكيماوية.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين ”وجهنا دعوة لتحقيق موضوعي. كان هذا في البداية بعد أن وردت هذه المعلومات (عن الهجوم) لذا فإن الاتهامات لروسيا في هذا الشأن لا أساس لها“.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الروسية لاحقا إن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيزورون دوما يوم الأربعاء .

والتقى نائب وزير خارجية النظام فيصل المقداد بالمفتشين في دمشق لنحو ثلاث ساعات يوم الأحد بحضور ضباط روس ومسؤول أمني بارز تابع لنظام الأسد.

وتعرض مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للهجوم خلال مهمتين سابقتين إلى مواقع هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا.

وقام إعلام النظام بالتجول في دوما أمس الاثنين ولم تشمل الجولة مبنى يقول عمال إنقاذ ومسعفون كانوا في المدينة وقت هجوم دوما إنه شهد مقتل العشرات بالغاز السام.

ولم تغير الضربات التي قادتها الولايات المتحدة التوازن الاستراتيجي في الحرب أو تخفف من هيمنة الأسد.

وقال الحلفاء الغربيون إن الهدف كان منع استخدام الأسلحة الكيماوية مجددا وليس التدخل في الحرب أو الإطاحة بالأسد.

وأوضح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ذلك لدى وصوله لاجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج قائلا للصحفيين ”للأسف ستستمر الحرب في سوريا بشكلها المروع والبائس.

لكن العالم كان يقول إن صبره على استخدام الأسلحة الكيماوية قد نفد“.

وصدق وزراء الدول الثمانية والعشرين في التكتل على الضربات الصاروخية وبحثوا اتخاذ خطوات لزيادة عزلة الأسد.

وأدلت رئيسة الوزراء البريطانية بكلمة أمام البرلمان أمس الاثنين تناولت فيها قرارها وأكدت خلالها مجددا على أن القوات الموالية للأسد هي المسؤولة عن هجوم دوما.

 وقالت ماي إنه لم يكن بوسع الحلفاء الانتظار ”لتخفيف المعاناة الإنسانية الناجمة عن هجمات الأسلحة الكيماوية“.