الخميس 2017/10/19

تصريحات وزير الداخلية الألماني بخصوص الأعياد الإسلامية تلقى رفضـاً واسعاً

يتواصل الجدل في ألمانيا حول إقرار يوم عطلة إسلامي، حيث أثارت تصريحات وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزيير والتي أبدى فيها تقبله لفكرة مناقشة إدراج عطل إسلامية في قائمة العطل في ألمانيا، نقاشات واسعة. وقال دي ميزيير في مقابلة مع صحيفة بيلد: «لماذا لا نفكر في عطلة إسلامية في المناطق التي يعيش فيها مسلمون».

من ناحيته اعتبر زعيم حزب الخضر جيم أوزدمير أن إدراج يوم عطلة إسلامي في ألمانيا غير ضروري، وقال لصحيفة «باساور نويه بريسه»: « لا أرى هناك حاجة لذلك بحيث إن المسلمين يأخذون إجازة في أيام العطل».

وجاء موقف أوزدمير ردا على تصريحات وزير الداخلية الذي أعلن خلال لقاء للحزب المسيحي الديمقراطي في التاسع من تشرين أول/أكتوبر الحالي بأنه يمكن الحديث عن تحديد أيام عطل إسلامية في مناطق محددة.

كما إنتقد بيرند ألتوسمان، مسؤول الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية ساكسونيا السفلى، اقتراح دي ميزيير، مشيرا إلى أنّ العطل الحالية لها عادات عريقة في ألمانيا، ولذلك لا يرى أية حاجة لتغيير هيكلية هذه العطل حالياً. ولا يتعلق الأمر بتعارض آراء زميلين في الحزب فحسب، بل تعتبر النقاشات المتعلقة بالأعياد الدينية في الحملة الانتخابية غير مناسبة من حيث المبدأ. في ولاية ساكسونيا السفلى تم انتخاب برلمان جديد يوم الأحد، وكان دي ميزير قد ذهب إلى ساكسونيا السفلى كمتحدث بارز في الحزب المسيحي الديمقراطي. القضية المثيرة للجدل والتي يمكن أن تزعج الجزء المحافظ من الحزب قد تشكل خطراً.

وأثار اقتراح الوزير ردود فعل حادة على الانترنت. فقد غردت إيريكا شتاينباخ، المسؤولة البارزة السابقة لجمعيات المهاجرين على تويتر: «الخضوع مستمر.»… وعبرت السياسية البارزة في حزب البديل بياتريكس فون شتورش عن رفضها للاقتراح، بينما طلب آخرون تنظيم جدول العطل على المستوى الاتحادي، قبل التفكير في عطل إسلامية».

الوزير دي ميزيير اعتبر أن تصريحاته هذه لا تعني اقتراحا لاعتماد يوم عطلة إسلامي. وفي الوقت الذي عبر فيه آخرون مثل رئيس اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان توماس شتيرنبيرغ عن انفتاح على ترتيبات واسعة لأيام عطل للمسلمين، رفض الاتحاد المسيحي الاجتماعي الاقتراح، إذ ورد على لسان الأمين العام للحزب أندرياس شويير أنه «لن يكون هناك يوم عطلة إسلامي مع الحزب المسيحي الاجتماعي».

وتمنح بعض الولايات الألمانية مثل برلين وهامبورغ وبريمن إمكانية أخذ الإجازة في الأعياد الإسلامية للتلاميذ المسلمين وإتاحة الفرصة للعمال لأداء الصلاة مثلا في يوم عيد الفطر أو عيد الأضحى. وإمكانية أخذ الإجازة ممكنة في هامبورغ وبريمن حتى في يوم عاشوراء.

وفي حين أعربت الجالية المسلمة في ألمانيا عن أملها في جعل أعياد المسلمين عطلات رسمية وأكدت على أن هذه الخطوة إذا تم تطبيقها على سبيل المثال في عيد الأضحى، فإنها ستكون إشارة مهمة بالنسبة للسكان المسلمين.

أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الألمان تعارض فكرة اعتماد عطل إسلامية ضمن العطلات الرسمية في البلاد. وأظهر الاستطلاع الذي أجري بتكليف من صحيفة «بيلد» الألمانية واسعة الانتشار أن سبعة من كل عشرة أشخاص، (أي ما يعادل 70 بالمئة من الألمان) يعارضون هذه الفكرة، مقابل 7,8 بالمئة، أعربوا عن موافقتهم على إدراج أعياد إسلامية ضمن قائمة العطل الرسمية في البلاد.

وكانت الكنيسة البروتستانتية في ولاية شمال الراين ويستفاليا نقاشا جديدا باقتراحها منح ما يسمى في ألمانيا بــ«العطل الهادئة» لأعياد المسلمين واليهود أيضا. وقال كريستوف بيستوريوس المسؤول الثاني في مجلس إدارة الكنيسة في تصريح له لصحيفة راينشه بوست، إن إمكانية مناقشة جعل الأعياد الدينية الإسلامية واليهودية «عطلا هادئة» واردة أيضا. وأضاف بيستوريوس حسب ما ورد في الصحيفة الإلكترونية «بريسه بورتال»، أن هناك أعيادا دينية لها نفس المعايير والقيمة كالأعياد الصامتة التي يحتفل بها المسيحيون هنا في ألمانيا.

يُشار إلى أن القانون الألماني يُصنف أيام عطل في بعض الولايات الألمانية بما يسمى بــ»العطل الهادئة»، وتفرضُ قيود خاصة تختلف من ولاية لأخرى.

ومن بين هذه القيود التي تُطبق في جل الولايات على سبيل المثال حظر ملاهي الرقص والفعاليات الرياضية في يوم عطلة «الجمعة العظيمة».

وتضيف الصحيفة الإلكترونية «بريسه بورتال» أن كريستوف بيستوريوس أكد على إدراج عيد الأضحى بالنسبة للمسلمين وعيد يوم الغفران بالنسبة لليهود في قائمة «العطل الصامتة» بألمانيا. وشبه بيستوريوس، حسب «بريسه بورتال»، حرية الحاجة الاجتماعية للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية بحاجة المسلمين واليهود في العطل الصامتة، والاعتراف بذلك يعبر في رأيه عن التسامح في التعامل داخل إطار للاحتفال بالعطلات الدينية.