الخميس 2018/02/22

ناشيونال إنترست…لا تتوقعوا من ترامب حلا عسكريا مع إيران

قالت صحيفة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تقدم على أي حل عسكري مع إيران، لأن أي قرار من هذا القبيل سيقابل بالرفض الشديد من أعضاء الكونغرس، الذين تولدت لديهم قناعة بعدم جدوى تلك الحروب التي تخوضها أمريكا خارج حدودها، والتي تضر بمصالحها.

وأكدت الصحيفة أنه لن يتمكن أي رئيس أمريكي الآن من كسب تأييد الكونغرس أو الشعب الأمريكي بشكل عام لمواصلة "عراق آخر"، في إشارة إلى التدخل العسكري الأمريكي واحتلال العراق عام 2003، وهو ما قد يعترف به الرئيس ترامب، الذي كان قد شن حملة لتخليص الولايات المتحدة من مستنقع الشرق الأوسط.

ووصفت الصحيفة التدخل العسكري في العراق بأنه خطة أمريكية فاشلة للحرية، وأنه ينبغي للشعب الأمريكي التغلب على ما ثبت أنه دروس خاطئة من أحداث 11 سبتمبر، ومن ذلك فكرة أن واشنطن يجب أن تنخرط في أعمال تغيير الأنظمة وبناء الأمم في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

وقد شدد الرئيس ترامب على أن مصالح الأمن القومي الأساسية في الولايات المتحدة، وليس الحملات الصليبية لنشر الديمقراطية، ستحدد استراتيجيته تجاه إيران والصين وروسيا، وأن ما يهم هو أن تكون مصالحها متسقة مع مصالح واشنطن، وليس ما إذا كانت تلك البلدان تلتزم بالمبادئ الديمقراطية.

ومن هذا المنظور، من المشكوك فيه أن الرئيس ترامب يخطط لتغيير النظام في طهران أو محاولة إعادة تشكيله في دولة ديمقراطية ليبرالية، وقد كان تعبيره عن دعم المتظاهرين المعارضين للنظام في إيران يهدف إلى الضغط على النظام، وتقييد قدرته على توسيع نفوذه في المنطقة، بحسب الصحيفة .

ومع أن الرئيس ترامب انتقد الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه الرئيس باراك أوباما مع إيران، إلا أنه امتنع عن إلغائه، وفي الوقت نفسه يبدو أن إدارته كانت تنسق مع الأنظمة السنية العربية التي تقودها السعودية ومصر إلى جانب إسرائيل، الذين حذروه من أن إيران تريد أن تثبت نفسها على أنها قوة إقليمية نووية في نهاية المطاف.

وتشير الصحيفة إلى أن هناك مخاوف لدى صناع القرار في أمريكا من أن تجر البلاد إلى حرب شرق أوسطية أخرى ستشارك فيها إيران والسعودية وإسرائيل، ويجبرون في وقت ما على نشر قواتهم في المنطقة أو أن يكون لهم أسلحة أمريكية على الأرض.

عوضا عن ذلك- تقول الصحيفة- يبدو أن استراتيجية البيت الأبيض المقترحة تتمثل في تحريك الولايات المتحدة مع السعودية وإسرائيل لاحتواء إيران، من خلال اقتراح نهج بديل لمتابعة فتح دبلوماسي مع إيران على شاكلة الانفتاح على الصين في السبعينيات، يمكن أن يبرم مع صفقة أمريكية كبيرة مع طهران، ومن ضمن ذلك الاعتراف بقوتها المتنامية في الشرق الأوسط.