الأثنين 2017/08/21

معلق عسكري إسرائيلي: هزيمة تنظيم الدولة بريا لا تكفي.. لماذا؟

مع تواصل هجمات تنظيم الدولة في أوروبا والتي ضربت مؤخرا عدة مدن، تحدث معلق عسكري إسرائيلي، حول مستقبل التنظيم الذي لحقت به هزيمة برية في العراق وسوريا، وما زال يمتلك القدرة على العمل.

حسم الفكرة

وأوضح المعلق العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم"، يوآف ليمور، أن "عمليات تنظيم الدولة التي ضربت أوروبا مؤخرا تظهر أنه لم يهزم"، مؤكدا أن "الانتصار البري على التنظيم لا يكفي لحسم الفكرة التي يستند إليها، حيث لا يزال مستمر في إلهام آخرين".

ورأى ليمور، أن طبيعة "العمليات الإرهابية تختلف في خصائصها من منطقة لأخرى، ففي روسيا وفنلندا يدور الحديث عن أفراد قاموا بعمليات طعن، وأما في إسبانيا فهناك بنية تحتية قامت بعملية الدعس"، موضحا أن هناك "قاسم مشترك بين العمليات يتعلق بمن قام بالتنفيذ؛ فهم شباب مهاجرون أو أبناء مهاجرين"، وفق زعمه.

وأضاف: "في السابق تعودنا على إرهاب من نوع آخر، فالتنظيمات الإرهابية الفوضوية في أوروبا، كانت تضع خطتها وترسل أشخاص من قبلها لتنفيذها، مع تزويدهم بتوجيهات ووسائل قتالية، وأما تنظيم الدولة اليوم فلا يقوم بشيء من ذلك، فهو فقط يوفر الإلهام".

وتابع المعلق الإسرائيلي: "في العراق تمت هزيمة التنظيم بصورة كاملة تقريبا، وفي سوريا يتراجع بشكل واضح ومصير قيادته غير واضح، كما لم تظهر لقائده أبو بكر البغدادي أي إشارة تدل على أنه على قيد الحياة، ومع هذا يظهر وبصورة متناقضة أن هذه العمليات الإرهابية تتصاعد كلما قل وجود داعش على الأرض، كما يواصل التنظيم بذل جهوده لتجنيد المؤيدين له".

الطريق طويل

ورأى ليمور، أن "التنظيم يواصل بذل جهوده لتجنيد المؤيدين له، في حين أكدت العمليات الأخيرة أنه ينجح في ذلك، وهو بعيد عن التصفية، كما أعلن ذلك زعماء العالم"، مؤكدا أن "الطريق ما زالت طويلة أمام الغرب في محاربة الإرهاب، وإسبانيا تحديدا كان يجب عليها أن تدرك ذلك بشكل أفضل..".

وتوقع المعلق، أن "تطرح التحقيقات التي ستقوم بإجرائها قوات الأمن الإسبانية عدة أسئلة أساسية، وعلى رأسها كيف تمكن تنظيم بهذا الاتساع من التملص؟، ولماذا لم يتم إشعال الضوء الأحمر قبل يوم من تنفيذ العملية في برشلونة؟، وخاصة بعد انهيار المبنى الذي كان بمثابة مخزنا لأسطوانات الغاز".

 

وبالتأكيد الإجابة على هذه الأسئلة ستؤدي إلى إجراءات عمل "استخبارية وعملياتية، ستصعب في المستقبل تنفيذ مثل تلك العمليات، وستؤدي إلى تعزيز التعاون بين قوات الأمن الإسبانية ونظيراتها في دول أوروبية وفي الشرق الأوسط"، وفق ليمور.

وشكك المعلق في جدوى ما تقوم به إسبانيا من "زيادة تواجد الشرطة وتقييد حركة السيارات في مناطق معينة ووضع الحواجز الكثيرة في المناطق المكتظة وقرب ملاعب كرة" في التأثير على عمل تنظيم الدولة".

وأكد أن "كل من يعتقد أن محاربة داعش اقتربت من نهايتها فهو مخطئ"، مضيفا: "حتى لو هزم داعش فإن الداعشية ستواصل العمل".