الجمعة 2018/02/16

تعرف على تفاصيل عملية القبض على “عبد الله أوجلان”

رغم  مرور  19 عاما على عملية القبض على زعيم منظمة "بي كي كي"  عبد الله أوجلان في 15 فبراير/ شباط 1999، إلا أنه ما يزال لم يتم الإفصاح عن تفاصيل كثيرة بخصوص أحد أبرز النجاحات الاستخباراتية للدولة التركية في العقود الأخيرة.

وقال البروفيسور حسن إشغوزار عضو هيئة التدريس في كلية الحقوق بجامعة أنقرة، تفاصيل جديدة عن العملية التي لزمها الكتمان وعُرفت بالغموض طيلة السنوات الماضية.

كان إشغوزار يشغل حينها وظيفة مستشار في وزارة المواصلات، ومسؤولا عن الطيران المدني، عندما تم ضمه إلى فريق العملية نظرا لتطورات الأحداث.

يقول إشغوزار: “الأمر بدأ مع قدوم مسؤولين من جهاز الاستخبارات التركية MIT  وإبلاغي بحاجتهم لي في توفير عدد من الوثائق اللازمة لطائرة ستغادر تركيا للقبض على أوجلان واقتياده إلى البلاد".

وأضاف: "وصل الجهاز معلومات تفيد بتأجير اليونان طائرة لنقل أوجلان من كينيا التي كان مختبأً فيها إلى هولندا، فبدأ العمل على تجهيز طائرة من نفس الطراز، وتحمل نفس اللون والمواصفات للطائرة المستأجرة؛ لاستخدامها في خطفه ونقله إلى تركيا".

وتابع: "لم نجد في تركيا طائرة تحمل المواصفات المطلوبة إلا لدى رجل أعمال تركي واحد، وتم التفاهم معه واستئجارها منه، دون إبلاغه بأية معلومات عن العملية".

وأوضح إشغوزار أنه بعد إتمام كافة الإجراءات اللازمة وتغيير معالم الطائرة، وجعلها مطابقة لنظيرتها الهولندية، تمت مغادرة تركيا وعلى متنها طياران و 4 أو 5 أشخاص من الجهاز".

وزاد: “لاحقا تم إبلاغ الطيارين أن مصر ثم أوغندا هما وجهتا السفر، وكما هو متبع في مثل هذه الأمور تم إرسال بيانات الركاب إلى الإدارة العامة للطيران المدني، لكنها كانت مزيفة تظهرهم في صورة تجار موز".

إشغوزار فسّر سبب عدم توجه الطائرة مباشرة إلى كينيا، وقال: “مطار كينيا كان صغيرا، ووجود أي طائرة فيه تحمل نفس مواصفات الطائرة الهولندية، كان سيثير قلقا وريبة في نفوس كثيرين؛ لذا آثرنا البقاء في أوغندا لعشرة أيام، وتم التحرك وفقا للهويات المزيفة، دون جذب انتباه السلطات".

وأضاف: "أقلعنا من مطار أوغندا، بعد وصول معلومات مؤكدة عن مغادرة الطائرة الحقيقية هولندا، وهبطت طائرتنا في مطار كينيا قبل وصول الأخيرة بساعتين كاملتين".

وعند سؤاله عن طريقة خداع أوجلان، أوضح إشغوزار أن زعيم “بي كي كي” كان يختبيء في سفارة اليونان بكينيا، التي تحرك منها إلى المطار في موكب من 4 سيارات، أولها تقل عناصر من الشرطة الكينية، والثانية فريق حماية تابع للسفارة اليونانية والثالثة تقل أوجلان والرابعة عناصر من منظمته.

و تابع: "الأمر صار في إطار طبيعي وتلقائي للغاية، حيث دخلت سيارة أوجلان قبل بقية السيارات، وكان هو في غاية الراحة والاطمئنان، وفي صورة أنيقة يرتدي بدلة وربطة عنق".

واستطرد: "وفي غضون 60 ثانية، فتح باب الطائرة، وألقي القبض على أوجلان حال دخوله، وسرعان ما أغلق الباب، ثم غادرت الطائرة على الفور قبل وصول سيارات المرافقين لأوجلان".

ولفت إشغوزار أيضا إلى المخاطر التي تعرضت لها الطائرة عند دخولها المجال الجوي لقبرص الرومية، نظرا لالتزام كل طائرة بالقواعد الدولية المتبعة في مثل هذا الأمر، حيث يتوجب إبلاغها الدولة التي تدخل مجالها الجوي ببياناتها.

وأوضح أن المسؤولين القبارصة طلبوا إرسال رمز ذيل الطائرة، وتم إخبارهم به، لكنهم لم يصلوا إلى بيانات توثق هذه الطائرة، فتم مماطلتهم وإبلاغهم ببيانات خاطئة والتذرع بعدم إتقان اللغة الإنجليزية، حتى مرت 18 دقيقة، دخلنا بعدها المجال الجوي التركي".

وتمت عملية الاعتقال في 15 فبراير/ شباط من عام 1999، ووصل أوجلان إلى القاعدة العسكرية التركية في منطقة باندرما شمال غرب تركيا في اليوم التالي.

ويقضي أوجلان حاليا، حكما بالحبس مدى الحياة، في سجنه بجزيرة إمرالي، في بحر مرمرة، بعد مثوله أمام القضاء والحكم عليه بالإعدام بتهمة "الخيانة العظمى"، ثم خُفف الحكم إلى السجن "مدى الحياة"، بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي.