الخميس 2018/11/08

ترامب يطيح بوزير العدل ويتعهد بالرد إذا فتح الديمقراطيون تحقيقات

 أجبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير العدل جيف سيشنز على الاستقالة وهدد بالرد إذا استخدم الديمقراطيون أغلبيتهم الجديدة في مجلس النواب لفتح تحقيقات في إدارته وموارده المالية .

وجاء رد فعل الرئيس الجمهوري قويا يوم أمس الأربعاء بعد يوم من فقد الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب، ونفذ تهديداته المتكررة بإقالة سيشنز.

وسيشنز عضو سابق بمجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما يبلغ من العمر 71 عاما، وكان من أوائل المؤيدين المخلصين لترامب، لكنه أثار غضب الرئيس عندما تنحى عن التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.

وتنحي سيشنز قد يكون الأول في سلسلة عزل شخصيات رفيعة في وقت يعيد فيه ترامب تشكيل فريقه ليعزز مساعي إعادة انتخابه في 2020. وقرر ترامب تعيين ماثيو ويتيكر، مدير مكتب سيشنز، وزيرا للعدل بالإنابة وقال إنه سيرشح شخصا للمنصب قريبا.

وأثار تحرك ترامب انتقادات حادة من الديمقراطيين الذين قالوا إنه يسعى لتقويض التحقيق الروسي.

وقالت نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب والتي يمكن أن تكون الرئيسة التالية للمجلس، في بيان نشر على تويتر، إن الإطاحة بسيشنز ”محاولة فاضحة“ لتقويض التحقيق الروسي. وحثت ويتيكر، الذي يشرف الآن على تحقيق يجريه المستشار الخاص روبرت مولر وسبق أن قال إن التحقيق تجاوز الحدود، على أن ينأى بنفسه عن التورط في الأمر.

وخلال مؤتمر صحفي اتسم بالتوتر وشهد جدال ترامب مع الصحفيين، تباهى الرئيس الأمريكي بدوره في المكاسب التي حققها الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت يوم الثلاثاء، وحذر من ”وضع يشبه الحرب“ في واشنطن إذا قام الديمقراطيون بالتحقيق معه.

وسيرأس الديمقراطيون الآن لجان مجلس النواب التي يمكنها التحقيق في إقرارات الرئيس الضريبية، والتي يرفض ترامب تقديمها منذ أن كان مرشحا للرئاسة، وفي احتمال وجود تضارب للمصالح وفي أي صلة بين حملته لعام 2016 وروسيا، وهي القضية التي يحقق فيها مولر.

وقال ترامب إن بوسعه أن يقيل مولر وقتما يريد لكنه متردد في اتخاذ هذه الخطوة. وقال ”أستطيع أن أفصل الجميع في التو لكنني لا أريد أن أوقفه (التحقيق)، لأنني من الجانب السياسي لا أحب أن أوقفه“.

وتنفي موسكو التدخل. ويقول ترامب إن التحقيق الذي يجريه مولر نابع من حملة اضطهاد، وأكد مرارا عدم حدوث تواطؤ.

لكن مما عزز موقف ترامب بعض الشيء تحقيق الجمهوريين انتصارات زادت من أغلبيتهم في مجلس الشيوخ، وأخبر الصحفيين في البيت الأبيض أن المكاسب تفوق سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب. ويمكن للأغلبية الموسعة في مجلس الشيوخ أن تسهل على ترامب ترشيح وزير عدل جديد، وهو ما يحتاج إلى أغلبية الأصوات في المجلس الذي يضم مئة مقعد.

وقال ترامب إنه على استعداد للعمل مع الديمقراطيين بشأن الأولويات الرئيسية، لكنه يشعر بأن أي تحقيقات من مجلس النواب في أمر إدارته ستضر بآفاق العمل المشترك.

وقال ترامب ”بوسعهم أن يلعبوا تلك اللعبة، لكن بمقدورنا لعبها بشكل أفضل... كل ما ستفعلونه هو أنكم ستدورون في حلقات مفرغة وسيمر عامان ولن نكون حققنا شيئا“.

وقد ينذر الانقسام في الكونغرس إضافة إلى رؤية ترامب الواسعة لنطاق السلطة التنفيذية بحالة أعمق من الاستقطاب السياسي والجمود التشريعي في البلاد.

ومع ذلك قد تسنح فرصة لترامب والديمقراطيين للعمل معا على قضايا تحظى بدعم الحزبين مثل العمل على مجموعة إجراءات لتطوير البنية التحتية ومنع ارتفاع أسعار الأدوية والعمل على إعادة التوازن التجاري مع الصين.

وقال ترامب إن بيلوسي عبرت له في اتصال هاتفي عن رغبها في أن يعملا سويا. وكان قد كتب على تويتر في وقت سابق يوم الأربعاء أنها تستحق أن يقع عليها الاختيار لتولي رئاسة مجلس النواب.