الأربعاء 2018/05/09

أوباما يعلق على قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني

وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي جرى في عهده إبرام الاتفاق النووي الإيراني، قرار الرئيس دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق بـ"المضلل جدا"، معتبرا أنه "خطأ فادح" من شأنه أن ينال من مصداقية الولايات المتحدة في العالم.

وقال أوباما في بيان له اليوم ، "أعتقد أن قرار تعريض الاتفاق النووي للخطر دون أي انتهاك من جانب إيران هو خطأ جسيم"، مشيرا إلى أنه لولا هذا الاتفاق "لكانت الولايات المتحدة قد وضعت أمام قرار سلبي إما بالقبول بإيران مسلحة نوويا أو بخوض حرب أخرى في الشرق الأوسط".

واعتبر الرئيس الأمريكي السابق، الذي قلما يدلي بتصريحات منذ خروجه من البيت الأبيض، أنه بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي فإنها تدير ظهرها لأقرب حلفائها، في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مضيفا "في الديمقراطية، ستكون هناك دائما تغييرات في السياسات والأولويات من إدارة إلى أخرى، لكن نقض الاتفاقات التي يكون بلدنا طرفا فيها يخاطر بتقويض مصداقية أمريكا، ويضعنا في خلاف مع القوى الكبرى في العالم".

وتابع أوباما: "في الوقت الذي نقلق فيه جميعا بشأن نجاح الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، فإن الانسحاب من خطة العمل المشتركة يهدد بفقدان الصفقة مع إيران والتي تماثل ما نتطلع إليه مع كوريا الشمالية".

يشار إلى أنه منذ أن كان ترامب مرشحا للرئاسة الأمريكية، وعد بإلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة سلفه باراك أوباما، واصفا إياه بأنه "أسوأ اتفاق في تاريخ الولايات المتحدة"، وتعهد مرارا خلال حملته الانتخابية وبعد توليه الرئاسة بانسحاب الولايات المتحدة، في حال عدم التوصل إلى صيغة جديدة له وفرض قيود إضافية على إيران.

وكان الاتفاق النووي الذي أبرم خلال فترة حكم أوباما نص على تخفيف العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل التزام إيران بتقييد برنامجها النووي، ورغم إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مارس الماضي، أن إيران تنفذ التزاماتها بالاتفاق النووي، لكن إدارة الرئيس ترامب أبت إلا أن تتخذ مسارا خلافا لمواقف حلفائه الغربيين، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الداعمين للالتزام بالاتفاق، ومتجاهلا تحذيرات روسية وصينية وإيرانية متكررة من مغبة انسحاب واشنطن منه أو حتى مجرد تغيير في بنوده.