الخميس 2017/11/30

زيت جوز الهند.. هل هو الزيت الصحي الساحر؟

يستخرج زيت جوز الهند من نواة ثمرة جوز الهند الناضجة، ويتكون زيت جوز الهند من أحماض دهنية متوسطة السلسلة، أي أنها تحوي (6-12 ذرة كربون) في تركيبها، وميزتها الرئيسية أنها لا تحتاج لطاقة كبيرة لامتصاصها أو الاستفادة منها.

وقد ظهرت، على مدى السنوات القليلة الماضية، موجة عارمة من المقالات الإعلامية الشعبية التي تتحدث عن فوائد زيت جوز الهند؛ منها ما يتحدث عنه بوصفه مستحضرا عجيبا لتجميل الشعر والجلد (أي أنه جيد للاستعمال الخارجي)، ومنها ما يقترح وبشكل مُلحّ على تناول زيت جوز الهند، نظراً لفوائده الصحية (أي أن فوائده جيدة للجسم)، وشجعنا المدونون الغذائيون على استخدامه في الطبخ والخبز، كما زادت صناعة الأغذية التي تعتمد على زيت جوز الهند، مثل تلك التي جعلت منه دهناً، وأصبحنا نسمع عن فوائدة الكثيرة والمتنوعة والتي تتراوح بين فقدان الوزن ودعم جهاز المناعة وتعزيز عمل الذاكرة، إضافةً إلى استخدامه في علاج مرض الزهايمر.

لكن هل يملك زيت جوز الهند كل هذه الفوائد التي تُنسب إليه فعلاً؟ وهل يوجد دليل يدعم ذلك؟ هذا ما سنتعرف عليه بشكل مفصّل في هذا المقال.

* هل يمكن أن يساعدنا زيت جوز الهند في إنقاص الوزن؟

توجد أدلّة ضعيفة من عدد قليل من الدراسات التي تشير إلى أن استهلاك زيت جوز الهند، بدلاً من الأنواع الأخرى من الزيوت في النظام الغذائي المحدود في سعراته الحرارية، يمكن أن يسبب انخفاضا قليلا في فقدان الوزن، والواقع أن كمية الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة الموجودة في زيت جوز الهند قليلة جداً، وهي التي توصف بأنها تساعد الناس على فقدان أوزانهم.

علينا أن نتذكر أن الدهون والزيوت تحتوي على عدد السعرات الحرارية نفسه (9 كيلو كالوري/غرام) بغض النظر عن المصدر الذي تأتي منه، وهذا يعني أن تناول الكثير من الدهون يمكن أن يساعد على زيادة الوزن وليس فقدان الوزن.

* هل زيت جوز الهند أفضل زيت للاستخدام؟

يوجد في زيت جوز الهند نسبة مرتفعة جداً من الدهون المشبعة (90%)، وهي أعلى بكثير مما هي عليه في كل من الزبدة ودهن البقر. وقد خلصت بريطانيا والمنظمات الصحية الدولية إلى وجود صلة بين تناول الدهون المشبعة جداً وارتفاع الكولسترول في الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد أدى ذلك بالمنظمات في جميع أنحاء العالم إلى تقديم نصيحة للناس بأن عليهم خفض كمية الدهون المشبعة في النظام الغذائي واستبدالها بكميات صغيرة من الدهون غير المشبعة، الأمر الذي يقلل من نسبة الكولسترول في الدم، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

ونعثر على الدهون غير المشبعة في الأفوكادو والمكسرات والبذور والأسماك الزيتية وكذلك في الزيوت مثل بذور اللفت وزيت الزيتون.

وربما سمعت بأن زيت جوز الهند يحتوي، خصوصاً النوع البكر منه، على كميات صغيرة من المركبات النباتية التي تسمى البوليفينول المفيدة لصحتنا؛ لكن هذه المركبات لا ينفرد بها زيت جوز الهند، وإنما يمكننا العثور عليها بكميات أكبر ضمن مجموعة متنوعة من الأطعمة الأخرى التي يجب أن تكون جزءاً من نظامنا الغذائي مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وهذه الأطعمة توفر لنا أيضاً الفيتامينات والمعادن والألياف، وهي أقل بكثير في سعراتها الحرارية والدهون المشبعة من زيت جوز الهند.

* هل يمكن لزيت جوز الهند أن يعالج مرض الزهايمر ويعزز من وظيفة جهاز المناعة؟

لا يوجد حتى الآن دليل علمي قاطع على أن زيت جوز الهند يعزز من وظيفة الدماغ، ولكن من المؤكد أنه يوجد أغذية جيدة مهمة لصحة الدماغ مثل الأسماك الزيتية والخضروات والكثير من الفواكه والخضروات.

ويستند الدعم الشعبي لاستخدام زيت جوز الهند في معالجة مرض الزهايمر على الأدلة القولية (أو الحسابات الشخصية في الإنترنت)، حيث أفاد الناس برؤية بعض التحسّن بعد إعطاء زيت جوز الهند لبعض الأقارب المصابين، ولكن الأدلة القولية ليست علمية، إذْ يوجد هناك ما يسمى بالتأثير الوهمي الكبير [أي يوجد تحسن بسيط في حالة شخصٍ ما لأن لديه توقعا أن شيئاً ما سيكون مفيداً].

لذلك عند اتخاذ القرارات العلاجية، من المهم أن تكون هناك أدلة علمية قوية تدل على أن استخدم هذا العلاج آمن ومفيد، وفي حالة زيت جوز الهند لا يوجد معلومات تدل على ذلك.

أيضاً لا توجد أدلة علمية جيدة على أن زيت جوز الهند يمكنه أن يعزز من إمكانيات جهاز المناعة الخاص بنا؛ ويستند هذا الادعاء على حقيقة واحدة هي أن الدهون الموجودة في زيت جوز الهند موجودة أيضاً في حليب الثدي.

* هل زيت جوز الهند خيار صحي؟

بشكلٍ عام، قد يكون مفيداً أن نضع زيت جوز الهند على البشرة، لكن لا توجد أدلة علمية قوية تدعم فوائده الصحية لدى تناوله، وإذا كنت ترغب في إدراج طعم زيت جوز الهند في نظامك الغذائي، يمكنك فعل ذلك لكن بكميات قليلة وليس دائماً، إذْ أن ملعقتين من زيت جوز الهند (تحوي 20 غرام من الدهون المشبعة) وهي أكثر من حاجتنا المرجعية [أي الحد الأقصى التقريبي الذي يجب أن يدرج لدى اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن كل يوم].