الأثنين 2018/07/09

فورين بوليسي: موسكو لا تستطيع إخراج إيران من سوريا


المصدر: فورين بوليسي

بقلم: إيمي ماكينون

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


تسعى الولايات المتحدة إلى الحصول على المساعدة من روسيا من أجل طرد القوات الإيرانية من سوريا، فإذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة القادمة لمساعدته في طرد القوات الإيرانية من سوريا، فإنه لن ينجح في ذلك على الأغلب.

يعتقد محللون ومسؤولون سابقون أنه ليس لبوتين مصلحة في طرد إيران من سوريا، ولو أراد ذلك فإنه ليس لديه على الأرجح ما يكفي من القوة للقيام بذلك.

وقال مستشار ترامب للأمن القومي، جون بولتون، في نهاية الأسبوع الماضي، إن القمة تعتبر فرصة لإجراء "مفاوضات أكبر بشأن الحصول على المساعدة لإخراج القوات الإيرانية من سوريا". وأضاف بولتون قائلاً إن من شأن صفقة كهذه أن تكون "خطوة نحو الأمام" في تعزيز المصالح الأمريكية بالمنطقة، والتي تشمل الحد من نفوذ إيران.

لكن العديد من المسؤولين السابقين قالوا إن التصريحات كشفت عن سوء قراءة من جانب إدارة ترامب لموقف روسيا في المنطقة.

أعتقد أنه من المبالغة في التقدير جزم أن بوتين يستطيع أن يأمر المليشيات الإيرانية بالخروج من سوريا. وقال مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق لدى موسكو: "لا يملك بوتين هذا النوع من النفوذ على إيران".

تدعم كل من روسيا وإيران نظام بشار الأسد، حيث يقاتل عشرات الآلاف من المقاتلين الذين تدعمهم إيران، إلى جانب قوات الأسد، جماعات الثوار. ظلت روسيا مترددة بشأن مشاركة جنودها في القتال لكنها قامت بضربات جوية نيابة عن النظام منذ عام 2015.

وعلى الرغم من أن موسكو وطهران تختلفان في الكثير من القضايا بخصوص الملف السوري، إلا أن تعاونهما ساعد في قلب موازين القوى لصالح الأسد وساعد روسيا في تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في الحيلولة دون تغيير النظام في سوريا، وهو ما أتاح لها تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.

وقال يوري بارمين، خبير الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الدولية الروسي: "أعتقد أنه بات من الواضح الآن أن روسيا لا تتخلى عن شركائها بسهولة"، مضيفاً "لو كان الأمر عكس كذلك، لكانت روسيا قد تخلت عن الأسد وإيران منذ زمن طويل".

ومن المقرر أن يعقد ترامب وبوتين أول قمة رسمية لهما في 16 تموز/ يوليو الجاري في هلسنكي، غير أنه لم يتم الإعلان عن جدول الأعمال الرسمي بعد.

وفي ظهور له أمام الكونغرس في 27 حزيران/ يونيو الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إنه "سيثني على هذه الخطوة" إذا تمكّن الروس من إخراج إيران من سوريا، لكنه اعترف بأن "هذه مسألة غير محسومة".

وقال ريتشارد نيفيو، نائب المنسق الرئيسي السابق لسياسة العقوبات في وزارة الخارجية الأمريكية، سيتطلب الأمر تنازلاً كبيراً من الولايات المتحدة لدفع بوتين للتحرك ضد إيران في حال كانت موسكو طرفاً في صفقات التفاوض.

وأضاف نيفي، الذي شارك في المفاوضات السابقة مع روسيا بشأن فرض عقوبات على إيران قائلاً: "إذا أعربت إدارة ترامب عن رغبتها في إخراج الإيرانيين وحزب الله من سوريا والإطاحة بالأسد، وبأنها تسعى للوصول إلى انتقال ديمقراطي وسلمي للسلطة داخل سوريا، فسيرفض الروس ذلك لا محالة".

وقال ماكفول، السفير السابق، إن استراتيجية بوتين قد تكون الموافقة على شيء غير محدد ومن ثم عدم الالتزام به. مضيفاً "إنها لعبة ملهمة لكنها تبقى غامضة، وقد يستغرق الأمر عدة سنوات للتوصل لاتفاق بين الأمريكيين والروس، ومن المرجح أن يعلن الطرفان أن ما تم التوصل إليه نتيجة مباشرة للقمة المزمع عقدها في الشهر الجاري".

وقال مسؤولو الإدارة إن الزعيمين سيبحثان أيضًا الوضع في أوكرانيا ومسألة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.

وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأسبوع الماضي، رفض ترامب استبعاد اعتراف الولايات المتحدة بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، قائلاً "سنرى ما الذي سيحدث".

ورفض دانيال فرايد، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأوروبية والأور-آسيوية، هذه التصريحات ووصفها بأنها ليست أكثر من "ثرثرة"، لكنه عبّر عن مخاوفه من غياب أهداف واضحة لإدارة ترامب بشأن القمة.

وقال فرايد، الذي تقاعد العام الماضي كأقدم دبلوماسي في أمريكا: "لن يعترف" ترامب بضم روسيا لشبه جزيرة القرم. "وهو أمر محزن للغاية، فمن المستحيل أن يعترف بذلك".