السبت 2018/10/06

بولتون يواصل ضغوطه على إيران


بقلم: كورت ميلز

المصدر: ناشيونال إنترست

ترجمة: مركز الجسر للدراسات


شهد هذا الأسبوع خروج الولايات المتحدة من إحدى المعاهدات التي وقعتها مع إيران قديما، وجعْل إيران المحور الأساسي في استراتيجية الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب.

يسعى مستشار الأمن القومي، جون بولتون، إلى تعزيز حضوره في الإدارة الأمريكية، إذ يعتبر إيران دولة رائدة في رعاية الإرهاب، وسيتم التعامل معها على هذا الأساس.

في عهد بولتون، غيّرت الولايات المتحدة طرحها في التعامل مع طهران، إذ كانت تعتبرها فيما مضى شريكاً محورياً محتملاً في الشرق الأوسط. أما اليوم، فتسعى الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم لحلفائها السنّة في الخليج، وتعزيز جهودها ضد التطرّف، بما في ذلك التطرف الذي يدعمه الشيعة.

اعتُبرت تصريحات بولتون رسالة نارية لإيران، إذ كشفت هذه التصريحات النقاب عن الاستراتيجية الجديدة التي يتبنّاها مجلس الأمن القومي لمكافحة الإرهاب، وتركّز الإستراتيجية بشكل كامل على الأنشطة الإيرانية، وليس على الجماعات المتطرفة "كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة "، المسؤولَين عن الكثير من أعمال العنف التي ارتكبت ضد الأمريكيين في العقود الأخيرة.

خلال التصريحات التي أدلى بها بولتون قال "لقد أصبح الخطر الذي تشكّله الجماعات الإرهابية أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. مؤكداً أن "الجماعات الإرهابية التي تدعمها إيران كحزب الله اللبناني و"حماس" و"الجهاد" الفلسطينيتين، لا تزال تشكّل تهديداً على الولايات المتحدة ومصالحها... فهذه ليست إدارة أوباما، وهذه هي رسالتي لإيران".

جاء كشف بولتون للاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمكافحة الإرهاب المتمحورة حول إيران في أعقاب إعلانه خروج الولايات المتحدة من معاهدة الصداقة التي وقعتها كل من الولايات المتحدة وإيران عام 1955. في حين وصف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، سياسة الولايات المتحدة قبيل الخروج من المعاهدة "بالعبَثية المُطلقة".  بالنسبة للبعض، يبقى تركيز الإدارة الأمريكية على إيران محيّراً ومقلقاً.

"بالأساس، تحاول الإدارة الأمريكية محاصرة إيران أينما وجدت"، حيث صرح الكولونيل المتقاعد في الجيش الأمريكي، دانيال ديفيس، لـ"ناشيونال إنترست" قوله، "تُعتبر إيران خطراً يهدّد العالم، لكنها محاصَرة في الوقت الحالي من قِبل قوى أخرى في الشرق الأوسط، ويبدو أن هذا الإجراء يتعارض مع رغبة الإدارة الأمريكية المُعلنة في السماح للدول الأخرى بحماية أمنها...فإسرائيل والسعودية قادرتان على القيام بذلك بعدة طرق، دون المجازفة بخوض الولايات المتحدة حرباً جديدة". لكن يبدو أن بولتون ينظر إلى هذه الرغبة على أنها قمة في السذاجة.

قال بولتون معلقا على هذا الأمر "إننا في مواجهة إيديولوجيا ترعى الإرهاب. وأعتقد أن الرئيس يعتقد أنه دون إدراك ذلك والاعتراف به فإننا لا نزال في صراع إيديولوجي، وعليه لن نتمكن من القضاء على هذا الخطر بالشكل المناسب". مضيفاً "ستنتهي الحرب ضد الإرهاب يوما ما"، مستشهدا بقول جون مينارد كينز " كلنا موتى على المدى الطويل".

إن ما يحاول بولتون فعله يُعتبر جزءاً من الجهود الجديدة الرامية إلى القضاء على بعض الجماعات المتشددة التي كانت قبل وصوله إلى البيت الأبيض، ولا تزال.

في حوار مع علي رضا جعفر زاده، عضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، التابع لمنظمة "مجاهدي خلق"، في وقت سابق من هذا العام، شبَّه علي رضا جعفر زاده طهران بموسكو خلال الحرب الباردة،  باعتبارها مركزاً للأعمال التخريبية.

لقد حضر جون بولتون لقاءات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية واجتماعات أخرى لجماعات إيرانية منشقّة لسنوات قبل عودته إلى الحكومة الربيع الماضي. كما إن صورته معلّقة على حائط مكاتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن، جنباً إلى جنب مع صور ساسة أمريكيين داعمين آخرين. قال رودي جولياني الشهر الماضي، الذي شغل منصب عمدة نيويورك سابقاً، ويُعتبر من الداعمين لهذا المجلس، إن الإدارة الأمريكية قد قامت بالفعل بوضع خارطة طريق لتغيير النظام في طهران.

وصرّح فرانك جافني، وهو أحد صقور إيران، يوم الجمعة الماضي قائلاً: "كشف الرئيس ترامب استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب والتطرّف. لكنّ السؤال هو ما إذا كان ترامب ينوي فعلاً تطبيقها، أو إنه سيعارض مستشاريه في نهاية المطاف؟